عقيدة الإمام ابن خزيمة الشافعي

“عقيدة ابن خزيمة الشافعي“
ابن خزيمة هو محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري الشافعي.
ولد-عفا الله عنه-سنة(٢٢٣هـ)، وتوفي سنة(٣١١هـ).
وصفه الإمام الذهبي في العلو[١]بأنه من غلاة المثبتة،وقال في كتابه السير[٢]،أن ابن خزيمة أخطأ حينما خاض في الاسماء والصفات،وأقر الذهبي هناك أن مذهب السلف هو تفويض معاني الصفات(!!).
صنف كتاب التوحيد للانتصار للفكر التجسيمي المحض(!)، وهو مما تشبث به الحشوية لإثبات دعواهم أن الشافعية المتقدمين كانوا حشوية(=على مذهبهم الباهت)(! !).
*مع أن فيه ما يخالف أفكارهم، فمثلاً:
-تأويل حديث الصورة:
قد نص على تأويل هذا الحديث، فقال”:توھَّم بعض من لم يتَحَرَّ العلم أنَّ قوله“على صورته“يريد صورة الرحمن، عزَّ ربُّنا وجلَّ عن أن يكون ھذا معنى الخبر، بل معنى قوله“خلَقَ آدم على صورته“الهاء في ھذا الموضع كناية عن اسْم المَضْروب والمشتوم، أراد – صلَّى الله علیه وسلَّم – أنَّ الله خلَقَ آدم على صورة ھذا المضروب الذي أُمِر الضَّارب باجْتناب وَجْهِه بالضرب، والذي قبح وجهه”[٣].
وقال الذهبي:”وكتاب ابن خزيمة في التوحيد مجلد كبير،وقد تأول في ذلك حديث الصورة”[٤].

-ومثلاً: رد حديث الأطيط:
وهذا الحديث كثيرا ما يحتج به المجسمة لإثبات عقيدتهم التجسيمية، ومن رده فهو جهمي-عندهم-، وقد رد حديث الأطيط ابن خزيمة نفسه، فقال:”ﻋﻦ ﻋﻤﺮ – ﺃﻥ اﻣﺮﺃﺓ ﺃﺗﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻟﺖ: اﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻨﻲ اﻟﺠﻨﺔ، ﻓﻌﻈﻢ اﻟﺮﺏ ﺟﻞ ﺫﻛﺮﻩ، ﻓﻘﺎﻝ:«ﺇﻥ ﻛﺮﺳﻴﻪ ﻭﺳﻊ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ، ﻭﺇﻥﻟﻪ ﺃﻃﻴﻄﺎ ﻛﺄﻃﻴﻂ اﻟﺮﺣﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺇﺫ ﺭﻛﺐ ﻣﻦ ﺛﻘﻠﻪ»ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺪﻭﺭﻗﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﻴﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻱ اﻟﺸﻚ ﻭاﻟﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﻴﺮ، ﺃﻡ ﻣﻦﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻗﺪ ﺭﻭاﻩ ﻭﻛﻴﻊ ﺑﻦ اﻟﺠﺮاﺡ، ﻋﻦ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦﺧﻠﻴﻔﺔ، ﻣﺮﺳﻼ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺫﻛﺮ ﻋﻤﺮ، ﻻ ﺑﻴﻘﻴﻦ، ﻭﻻﻇﻦ، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻨﺎ، ﻷﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻟﺴﻨﺎ ﻧﺤﺘﺞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﻨﺲ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮاﺳﻴﻞ اﻟﻤﻨﻘﻄﻌﺎﺕ”[٥].

*وقد استدل في كتابه هذا بالأحاديث الموضوعة والضعيفة والمنكرة والشاذة..وكذلك استدل بتفاهات وسخافات، لا يمكن أن تصدر من عاقل بتاتاً(!)، من ذلك قوله:”ﺑﺎﺏ ﺫﻛﺮ ﺇﺛﺒﺎﺕ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺇﻥ ﺭﻏﻤﺖ ﺃﻧﻮﻑ اﻟﻤﻌﻄﻠﺔ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺧﺎﻟﻘﻨﺎ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ اﻟﺘﻲ ﺃﺛﺒﺘﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻧﺒﻴﻪ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ اﻟﻠﻪ: {ﺃﻟﻬﻢ ﺃﺭﺟﻞ ﻳﻤﺸﻮﻥ ﺑﻬﺎ، ﺃﻡ ﻟﻬﻢ ﺃﻳﺪ ﻳﺒﻄﺸﻮﻥ ﺑﻬﺎ، ﺃﻡ ﻟﻬﻢ ﺃﻋﻴﻦ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﻡ ﻟﻬﻢ ﺁﺫاﻥ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺑﻬﺎ، ﻗﻞ اﺩﻋﻮا ﺷﺮﻛﺎءﻛﻢ}، ﻓﺄﻋﻠﻤﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻻ ﺭﺟﻞ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻳﺪ، ﻭﻻ ﻋﻴﻦ، ﻭﻻ ﺳﻤﻊ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻷﻧﻌﺎﻡ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺃﺿﻞ، ﻓﺎﻟﻤﻌﻄﻠﺔ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ: اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺷﺮ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭاﻟﻤﺠﻮﺱ: ﻛﺎﻷﻧﻌﺎﻡ ﺑﻞ ﺃﺿﻞ؛ ﻓﺎﻟﻤﻌﻄﻠﺔ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺎﻷﻧﻌﺎﻡ ﺑﻞ ﻫﻢ ﺃﺿﻞ”[٦].
فتأمل-أخي القارئ-هذا الاستدلال الساذج البليد(!). ومع أنه لم يثبت لله الإذن، وقد وردت صراحة في هذه الآية التي استدل بها(!)، وهكذا كان حال الحشوية(!)، الإيمان ببعض والتصريح به، والكفر بالبعض الآخر(! !).

*ولقد تراجع ابن خزيمة-رحمه الله-عن التجسيم، فقد نقل تراجعه الحافظ البيهقي-رحمه الله تعالى-،فقال:”وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الزاهد البوشنجي يقول: دخلت على عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي بالري فأخبرته بما جرى بنيسابور بين أبي بكر بن خزيمة وبين أصحابه، فقال: ما لأبي بكر والكلام(؟)إنما الأولى بنا وبه أن لا نتكلم فيما لم نتعلمه. فخرجت من عنده حتى دخلت على أبي العباس القلانسي فقال: كان بعض القدرية من المتكلمين وقع إلى محمد بن إسحاق فوقع لكلامه عنده قبول. ثم خرجت إلى بغداد فلم أدع بها فقيها ولا متكلما إلا عرضت عليه تلك المسائل، فما منهم أحد إلا وهو يتابع أبا العباس القلانسي على مقالته، ويغتم لأبي بكر محمد بن إسحاق فيما أظهره. قلت: القصة فيه طويلة، وقد رجع محمد بن إسحاق إلى طريقة السلف وتلهف على ما قال والله أعلم”[٧].
-وطريقة السلف التي يقصدها البيهقي، هي طريقة الإمام الأشعري، فقد قال:”ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺃﺑﻲ اﻟﺤﺴﻦ اﻷﺷﻌﺮﻱ-ﺭﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ-،ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ اﻟﻠﻪ ﺣﺪﺛﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻓﻴﻪ ﺑﺒﺪﻋﺔ، ﺑﻞ ﺃﺧﺬ ﺃﻗﺎﻭﻳﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭاﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ اﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻨﺼﺮﻫﺎ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺷﺮﺡ ﻭﺗﺒﻴﻴﻦ، ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮا ﻓﻲ اﻷﺻﻮﻝ ﻭﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﺸﺮﻉ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮﻝ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﺯﻋﻢ ﺃﻫﻞ اﻷﻫﻮاء ﻣﻦ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻵﺭاء، ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻧﺼﺮﻩ ﺃﻗﺎﻭﻳﻞ ﻣﻦ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ ﻛﺄﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ اﻟﺜﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭاﻷﻭﺯاﻋﻲ ،ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺸﺎﻡ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻭاﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﻧﺠﺎ ﻧﺤﻮﻫﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺒﻼﺩ ﻭﻛﺄﺣﻤﺪ اﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭاﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻭﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﺳﻤﻌﻴﻞ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺃﺑﻲ اﻟﺤﺴﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺠﺎﺝ اﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﺇﻣﺎﻣﻲ ﺃﻫﻞ اﻵﺛﺎﺭ ﻭﺣﻔﺎﻅ اﻟﺴﻨﻦ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪاﺭ اﻟﺸﺮﻉ-ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ- ﻭﺫﻟﻚ ﺩﺃﺏ ﻣﻦ ﺗﺼﺪﻯ ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﻭﺻﺎﺭ ﺭﺃﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ اﻟﺪﻫﺮ ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻭﻋﺪ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺘﻪ، ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ-ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ:”ﻳﺒﻌﺚ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻛﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻳﺠﺪﺩ ﻟﻬﺎ ﺩﻳﻨﻬﺎ ﻭﻫﻢ ﻫﺆﻻء اﻷﺋﻤﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮا ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ﻣﻦ ﺃﻋﺼﺎﺭ ﺃﻣﺘﻪ ﺑﻨﺼﺮﺓ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺣﻴﻦ ﻧﺰﻝ ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻣﻦ ﻳﺮﺗﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻠﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻳﺤﺒﻬﻢ ﻭﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﺃﺫﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻋﺰﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻳﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ}”[٨].
-وأشار-أيضاً-إلى تراجعه الحافظ ابن حجر العسقلاني-رحمه الله تعالى-، فقال:”ووقع نحو ذلك لإمام الأئمة ابن خزيمة ثم رجع،وله في ذلك مع تلامذته قصة مشهورة”[٩].

*ومما يدل صراحة على أنه تراجع عن التجسيم، ورجع إلى عقيدة التفويض، أنه قد نهى عن الخوض في الاسماء والصفات،وحكى ذلك عن السلف، فقد سئل عن الكلام في الاسماء والصفات،فقال: بدعة ابتدعوها ،ولم تكن أئمة المسلمين من الصحابة والتابعين وأئمة الدين أرباب المذاهب مثل مالك والثوري والأوزاعي والشافعي وأبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن ومحمد بن اسحاق ويحيى بن يحيى وابن المبارك ومحمد بن يحيى يتكلمون في ذلك ،بل ينهون عن الخوض فيه”[١٠].
وقطعاً؛ لن ينكر ابن خزيمة الكلام في الأسماء والصفات، ثم يكون هو أول من يتكلم في ذلك، وبهذا يتبين أنه لا علاقة لابن خزيمة بالمجسمة بتاتا-بعد تراجعه-(!)، وإن دندن الحشوية بذلك، فلا وزن لها(! !). * * *

مُحَمَّــد بِنُ قَايِدْ الْشَّـافِـعِـي.
(١٤٤٢/٣/٢٤هـ).
* * *
ــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
[١]|[العلو(٢٠٧)].
[٢]|[ السير(٣٧٦/١٤)].
[٣]|[التوحيد(١/٨٥)].
[٤]|[السير(١٤/٣٧٤)].
[٥]|[التوحيد(١/١٤٤)].
[٦]|[التوحيد(١/٢٠٢)].
[٧]|[الأسماء والصفات(259)].
[٨]|[تبيين كذب المفتري(١٠٣)].
[٩]|[فتح الباري(١٣/٤٩٢)].
[١٠]|[اعتقاد الشافعي،للهكاري،(٢٩)].

اترك رد