مقدمة الإمام النووي
من أفضلِ الطاعاتِ الاشتغالُ *بالعلم أولى ما له تُحالُ
نفائسُ الأوقاتِ في تحصيلِهِ *في حفظهِ وفهمهِ تعليلِهِ
وصحبُنا قد أكثروا التـصنيفا *فسطَّروا المبسوطَ واللطيفا
وكان في إتقانه المحرَّرُ *من خيرها معتمَدٌ مقرَّرُ
صنَّفه إمامُ فقهِ الشافعي *أعني به عبدَالكريم الرافعي
ملتزِماً في أولِ الكتابِ* ما صحَّ عند معظم الأصحابِ
وقد وفى بشرطه لكنِّي *رأيتُ في اختصاره ما يُغني
ليسهُلَ الحفظُ على أهلِ الطلبْ* مع الذي ضمَّنْتُ مما يُنتَخَبْ
مقيِّدا مواضعاً مُصوِّبا *خلافَهُ المختارَ فينا مذهبا
أبدِلُ من ألفاظه غريبا *وموهِماً ما لم يكنْ مصيبا
مبيِّناً للنصِّ والأقوالِ * والطرْقِ والوجوهِ في الأحوالِ
أقول في أقوالهِ: في الأظهرِ *إن قوي الخلافُ.. أو كالمشْهَرِ
وأوجه أقول فيها في الأصحْ *إن قويَ الخلافُ.. أو رديفَ صحْ
وكلُّ ما أقول فيه المذهبُ *فإنه من طُرُقٍ ينتَجَبُ
والنص نصُّ الشافعي ويُخرَجُ *وجهٌ ضعيفٌ فيه والمُخرَّجُ
من قوله.. وقوليَ الجديدُ *خلافُهُ القديمُ ثم زِيدوا
عكساً و(قيل) إن أقُلْ صريحا *وجهٌ ضعيفٌ خالفَ الصَّحيحا
أو الأصحَّ ثم (في قول كذا)* فراجحٌ خلافُه فيحتذى
وحيث زدت دُرَرَ المسائلِ* أقولُ: قلتُ فاعتمدْهُ وادعُ لي