حاشية الشوبري على شرح المنهج

1069- الشَّيخ الْفَقِيه مُحَمَّد بن أحمد الشوبري[1] تـ1069هـ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-؛ لَهُ حاشية عَلَى فتح الوهاب؛ جمعها الشَّيخ الْفَقِيه شمس الدين الجوجري -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-؛ قَالَ فِي أَوَّلِهَا مِنْ بَعْدِ الْبَسْمَلَةِ: “الحمدلله الذي أظهر دينه القويم، وهدى من وفقه إِلَى صراطه المستقيم، والصلاة والسلام على أشرف نوع الإنسان المقدم على الخلق بالتعظيم، وعلى آله وأصحابه الممدوحين فِي الكتاب القديم، عدد معلومات الله ومداد آياته من الذكر الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك لَهُ الملك العظيم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا رسوله الرؤوف الرحيم؛ وبعد: فهذه حواشي منقحة محققة، ونكات مدققة محرره، لسيدنا وشيخنا العالم العلامة البحر الفهامة الولي الصالح الشمس الجوجري، علقها -رحمه الله- بيده بهامش نسخته مما سمعه من شيخه العارف بالله تعالى خاتمة الحفاظ شيخ الإسلام والمسلمين الشمس الشوبري، أَوْ أخذه بإذنه من هامش نسخته؛ فأردت جمعها خوف الضياع -جعلها الله خالصة لوجهه الكريم ووسيلة للفوز بجنات النعيم- على سيدنا ومولانا شيخ الإسلام زكريا الأنصاري؛ المُسمى: بـ (المنهج)؛ والله اسأل أن ينفع بِهِ ، وَهُوَ حسبي ونعم الوكيل”. انتهى نقل مقدمة الحاشية.

وجدت حاشية ثانية تنسب كذلك للشَّيخ الْفَقِيه مُحَمَّد بن أحمد الشوبري[2] تـ1069هـ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-؛ عَلَى فتح الوهاب؛ ليست من ما جمعه الجوجري -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-؛ قَالَ فِي أَوَّلِهَا مِنْ بَعْدِ الْبَسْمَلَةِ: “حمدًا لمن من بإيضاح منهج التوفيق بأنوار البيان، وهدى بأدرًا له ارشاده منهاج التحقيق ودقائق التبيان، وأشهد أن لا إله إلا الله المنفرد بهذا الإيجاد علي أتقن صنع وأكمل احكام، وأشهد أن لمحمدًا المبعوث بتمهيد قواعد الأحكام، صلى الله وسلم عليه ولعى آله الأئمة وأصحابه نجوم الأمة، ما قيد الله لهذه الشريعة المحمدية أقوامًا وأرسخ لهم في ميادين تشييدها أقداما؛ وبعد: فهذه حواش رقيقة وتحريرات دقيقة يكشف في حلي منشورها عن وجه الأولوية الأستار، وترفع نقاب مباسر مخدرات الأعمية والأوضحية عند تحكم عرائس الأفكار، المعبر بها ونحوها في شرح (منهج) شيخ الإسلام، وخاتمة الأئمة الأعلام، أبي يحيى زكريا الأنصاري، لينتبه الطالب وحثا على اقتضاء أحسن التعبير؛ فهو من أسنى المطالب مع ضم محاسن الأجوبة عن تلك العبارة، وأحاسن التجريد والترشيح والتخييل، لكني هذه الاستعارة، والفوائد الفريدة وأحاسن الفرائد التي خلت منها سطور الطروس في المدد المديدة، والتلميح بملح ظريفة والتلميح بنكات عزيزة شريفة بالحال مع عموم نفعها مكملة لما عم من محاسن ذلك المجال كالحال، دعاني إليها التماس بعض الإخوان وأعيان الفضلاء من الخالان، حين سمع تقريري إياها عند اقراي للشرح المذكور حفظًا، لمظم شمل عقد الفرائد فإنه المقام المبرور، وأرجو الله تعالى أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وسببًا للفوز منه بجنات النعيم؛ فإنه ولي التوفيق، وبه الهداية إلى أقوم طريق، وهو حسبي ونعم الوكيل، وعليه اعتمادي في القليل والكثير. واعلم أولا: أن الشيخ تارة يعبر بأولى وتارة بأعم، وتارة بهما. فالأول: إذا أوهم كلام أصله حكمًا غير مراد؛ كما يصرح به كلامه في مواضع منها: موضعان قبيل القضاء. والثاني: إذا قصره عن شمول بعض الأحكام، وكان في مقام لا مجال فيه للإيراد. والثالث: عند اجتماع كلا المعنيين، وباجتماعهما لم يقو على السداد. وتارة يقول: “وكذا من زيادتي” أو “التصريح به من زيادتي”. فالأول: لما لا يمكن علمه من كلام الأصل. والثاني: لما يمكن علمه، ولو بقياس هذا الفرع المزيد على مجرد هذا الأصل. وتارة يعبر بغير ذلك؛ كما يعلم من سبر كلامه، وخاض جمل تفصيله، وأتقن أحكامه كما سيأتي منبهًا عليه في محاله مع الاعتذار عن الأصل في خلاله؛ كقوله في (كتاب الجنائز): “مع أن عبارتي أوضح من عبارته في إفادة الغرض كما لا يخفى”. وفي (كتاب الخلع): “أعم من قول (الروضة) وفيه” وقولي: (فقبلت) يفيد تعقيب القبول؛ بخلاف قوله: (فإذا قبلت بانت)”. وفي (كتاب اللعان): “وفي كلامي زيادات يعرفها الناظر فيه مع كلام الأصل”. وفيه أيضًا [أي: كتاب اللعان]: تعبيري بذلك موفٍ بالغرض؛ بخلاف قوله: كذا. وفي (كتاب الجهاد): “وشمول التقييد بكون الكفار ببلادهم من زيادتي”. وفيه أيضًا [أي: كتاب الجهاد]: “وتعبيري: بـ(ـحج وعمرة) أوضح من تعبيره: بـ(ـالزيارة)”. وفيه أيضًا [أي: كتاب الجهاد]: “وفي تعبير الأصل: بـ(ـكذا) تسمح”. وفيه أيضًا [أي: كتاب الجهاد]: “وما اقتضاه كلام الأصل من (كذا) ولم ينبه على الواقف على ذلك ما فيه من الايضاح وغيره؛ بخلاف كلام الأصل”. وفي ([كتاب] الشهادات): “ولا يخفى عليك حسن ما سلكته في بيان التوبة وشرطها على ما سلكه”. انتهى ما وجدته بخطه –رحمه الله تعالى- ونشرع في المقصود بعون الملك المعبود “. انتهى نقل مقدمة الحاشية.

* * *

[1] ذكر تلميذه العجمي أنه حضر دروسه فِي المزني فِي الصلاحية وحضر شروحه وتقريراته على المنهاج والمنهج والبهجة بحضور جمع من العلماء كالشبراملسي. مشيخة العجمي مكتبة السيدة زينب رقم 1779ز. – ولها نسخة فِي نفس المكتبة برقم 2526.

[2] ذكر تلميذه العجمي أنه حضر دروسه فِي المزني فِي الصلاحية وحضر شروحه وتقريراته على المنهاج والمنهج والبهجة بحضور جمع من العلماء كالشبراملسي. مشيخة العجمي مكتبة السيدة زينب رقم 1779ز. – ولها نسخة فِي نفس المكتبة برقم 2526.