إبهاج الراجين
في نظم
منهاج الطالبين
للشيخ عبدالله محمد بارجاء
حفظه الله تعالى
صوتيًا ومكتوبًا
وهذه مقدمة هذا النظم
مع نظم مقدمة الإمام النووي رحمه الله
يقول مَن في الله ذو رجاءِ* أبو الحسينِ وابنُ بارجاءِ
الحمد لله الذي أبانا * منهاجَه الذي لهُ هدانا
وأوضحَ الحلالَ والحراما * ولم يدعْ لطامعٍ مَراما
ثم الصلاةُ ما سَنا برقٍ أضا *على خليلِ اللهِ أحمدَ الرِّضا
وآلهِ وحاملي شريعتِهْ *والمقْتدين بعده بسنَّتِهْ
وبعدُ: فالفقهُ بحورٌ زاخره * خاضَ بها الأئمةُ العباقِره
فهم بها للناس كالجواري * المنشئاتِ الهادياتِ السَّاري
والشافعيُّ فيهمُ كالشمسِ * بعلمهِ شفاءُ كلِّ نفسِ
اختارهُ المولى لينصرَ السُّننْ * بحجَّةٍ بالغةٍ مدى الزمنْ
فمحَّصَ الآراءَ والنصوصا * وميَّزَ العمومَ والخصوصا
وقعَّد القواعدَ العظاما * وألْهَمَ الأئمةَ الأعلاما
فانتسَبوا للمذهبِ الصحيحِ * ونقَّحوه أيما تنقيحِ
وصنَّفوا في ذلك الأسفارا * كانت ولا زالتْ لنا منارا
( نهاية ) الإمامِ و ( البسيطُ ) * ثمَّ ( الوجيزُ ) قبله ( الوسيطُ )
لحجَّةِ الإسلامِ و ( المحرَّرُ ) * للرافعيْ ( عزيزُه ) يُختَصَرُ
في ( روضَةِ) الإمامِ يحيى النووي * ( منهاجُهُ ) يقود للنهجِ السوي
زُبدَةُ فقه الشافعيِّ المعتَمَدْ * أقْواهُ تأصيلاً وتفصيلاً بحَدّ
فقيل: من يستظْهِرُ المنهاجا * حازَ العُلى وفي العلومِ هاجا
وأكثروا من شرحه فما شُرِحْ * بعد القُرَانِ مثلَه ليتَّضِحْ
ولخَّصوه ثمَّ منه ما طُبِعْ * ومنه مخطوطٌ ومفقودٌ سُمِعْ
بهِ وعنْ منظومِهِ جاء الخبَرْ * لنا ولم أقِفْ له على أثَرْ
ولي أشارَ شيخُنا المَجيدي * بنظمهِ ولستُ بالمُجيدِ
فهبتُ أن أرقى لهاتيك الدَرَجْ * كهيبةِ الضعيفِ عن خَوضِ الثَّبَجْ
وبعد مدَّةٍ رأيتُ صدري * منشَرحاً لنظم هذا الدُّرِّ
لذا شرعتُ بعد الاستخاره * بنظمه بأوضحِ العباره
مُجانباً ضرورةً وحَشوا * على فمِ الفقيه يجري شَدْوا
مجتهِداً في ذاك حسب طاقتي * معترفاً بعلَّتي وفاقتي
سميته: إذ سَرَّ بالإبهاجِ * في سِمطِهِ جواهرُ المنهاجِ
أثبَتُّ فيه ما عليه اعتَمَدُوا * معْ حذفِ ألفاظٍ بها يُعتمَدُ
كالمذهبِ الأصحِّ أو كالأظهرِ * والنصِّ والجديدِ أو كالأشهرِ
مستغنياً عن معظمِ القِيلاتِ * ومُثبِتاً ترجيحَه إن ياتِ
فكلُّ ما الضمير فيه عادَ * لغائبٍ كمثل قال زادَ
مستظهِراً مصححاً معتمِدا * فالنووي بذا الكتاب قصِدا
واللهَ أرجو أن يكون نافعا * لخلقه وعنده لي شافعا
