عن المتن

التبيين بمكانة منهاج الطالبين

فهرسة المنهاج

تحميل ورد وبي دي إف

المنهاج بلغات أخرى

مخطوطات المنهاج

ما قيل في المنهاج


د.نايف بن جمعان الجريدان
أضيف فى 1434/10/12 الموافق 2013/08/19 – 10:18 ص

نافذة الكتب المعتمدة في المذهب الشافعي
أولا: التعريف بالمؤلف
اسمه: هو يحيى بن شرف بن مُرِّيِّ بن حسن بن حسين بن محمد جمعة بن حِزام النووي.
نسبته: النَّوَوِيُّ إلى نَوَى، وهي قاعِدة الجولان من أرض حُوران من أعمال دمشق، فهو الدمشقي أيضًا، خصوصًا وقد أقام الشيخ بدمشق نحوًا من ثمانٍ وعشرين سنة[1]، فهو النَّوَوِيُّ مولدًا، والدمشقيُّ[2] إقامةً، والشافعي مذهبًا، والحزامي قبيلة، والسني مُعتَقَدًا.
لقبه: لُقِّب بمحيي الدين – مع كراهته له[3]  لأنَّ تلك الألقاب كانت مُتداوَلة في عصره، ومع ذلك كان يَكرَه ذلك اللقب.
كنيته: أبو زكريَّا، مع أنَّه من العُلَماء العزَّاب، الذين آثَرُوا العلم على الزواج؛ وإنما كُنِّي لأنَّ ذلك من السُّنَّة، وهو أن يكنى المسلم ولو لم يتزوَّج، أو لم يولد له، أو حتى لو كان صغيرًا، وقد قالت السيدة عَائِشَةُ – رضِي الله عنها – للنبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: يا رسول الله، كلُّ نسائك لها كنية غيري، فقال لها رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: اكتَنِي أنت أم عبدالله، فكان يُقال لها: أم عبدالله، حتى ماتت ولم تلد قطُّ،يعني: ابن الزبير ابن أختها أسماء – رضِي الله عنهم؛ أخرَجَه الإمام أحمد في “مسنده”، وصحَّحه الشيخ الألباني.
مشايخه:إن المراجع تذكر كثيرًا من مشايخه الذين تلقى علومه عنهم، يقول النووي في معرض ذكر شيوخه في الفقه وتسلسلهم إلى إمام مذهبه الإمام الشافعي رضي الله عنه ثم إلى النبي صلى الله عليه وسلم : “فأما أنا فأخذت الفقه قراءة وتصحيحًا وسماعًا وشرحًا وتعليقًا عن جماعات أولهم: شيخي الإمام المتّفق على علمه وزهده وورعه وكثرة عبادته وعظم فضله وتميّزه في ذلك على نظرائه أبو إبراهيم إسحق ابن أحمد بن عثمان المغربي ثم المقدسي رضي الله عنه وأرضاه وجمع بيني وبين سائر أحبابنا في دار كرامته، ثم شيخنا أبو محمد عبد الرحمن بن نوح بن محمد بن إبراهيم بن موسى المقدسي ثم الدمشقي، ثم شيخنا أبو حفص عمر ابن أسعد بن أبي غالب الربعي الإربلي الإمام المتقي رضي الله عنه ، ثم شيخنا أبو الحسن سلاّر بن الحسن الإربلي ثم الحلبي ثم الدمشقي رضي الله عنه”.
أخذه لعلم الفقه: أخذ النووي رحمه الله الفقه الشافعي عن كبار عصره، فحفظ الفقه وأتقنه وعرف قواعده وأصوله حتى عُرف بذلك بين العامة والخاصة، ثم قفز قفزته فتساوى مع شيوخه وكان من أعلم علماء عصره وأحفظهم للمذهب.
يقول الإسنوي: “وهو -أي النووي – محرر المذهب ومهذّبه ونقّحه ومرتّبه فطار في الآفاق ذكره وعلا في العالم قدره[4]“ويقول ابن كثير عنه: “شيخ المذهب وكبير الفقهاء في زمانه[5]
 مؤلفاته:لقد بارَك الله – تعالى – في عمر الإمام النَّوَوِيِّ ووقته؛ فمع أن عمره 45 سنة إلا أنَّه ترك مؤلَّفات سارَتْ بها الرُّكبان في حياته وبعد مَماتِه، وأصبَحت مَراجِع غنيَّة، ومَصادِر ثريَّة، ينهل منها العُلَماء وطلبة العلم والعامَّة، ولا تَكاد تجد عالمًا أو طالب علم بعدَ الإمام النَّوَوِيِّ – إلا ما شاء الله تعالى – إلا وقد استَفاد من مؤلفات الإمام النَّوَوِيِّ بواسطة وبغير واسطة، وهذه إحدى كرامات هذا الإمام الجليل، إضافةً إلى ما امتنَّ الله – تعالى – عليه من كَرامات كثيرات؛ منها: ما تمنَّاه الإمام النَّوَوِيُّ حين قال[6]: “اللهم أَقِمْ لدينك رجلاً يكسر العمود المُخَلَّق، ويخرب القبر الذي في جيرون”، واستَجاب الله – تعالى – دعاءَه بشيخ الإسلام ابن تيميَّة، وقد قال شرف الدين[7]: “فهذا من كَرامات الشيخ محيي الدين، فكسرناه – ولله الحمد – وما أَصاب الناس من ذلك إلا الخير، والحمد لله وحدَه”.
 وكُتُبه –كما ذكرنا- كثيرة في مختلف الفنون، وسنذكر منها ما يتعلق بالحديث وشروحه، وبالفقه، فمنها ما يلي:
 أولا: في الحديث الشريف وعلومه، منها ما يلي:
1- “شرح صحيح الإمام مسلم”، وهو المعروف بـ”المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج”.
2- “الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار – صلَّى الله عليه وسلَّم”.
3- “رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين – صلَّى الله عليه وسلَّم”.
4- “الأربعون حديثًا النَّوَوِيَّة”، وهو ما سأُشِير إليه لاحِقًا – إن شاء الله تعالى.
5- “التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير – صلَّى الله عليه وسلَّم”، وهو اختِصار لكتاب “الإرشاد” الذي هو مختصر كتاب “علوم الحديث”؛ للإمام أبي عمرو بن الصلاح.
6- “إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق – صلَّى الله عليه وسلَّم”، وهو اختِصار كتاب “معرفة علوم الحديث”؛ للإمام أبي عمرو بن الصلاح.
7- “الإرشاد إلى بيان الأسماء المبهمات”، وهو اختِصار كتاب “الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة”؛ للإمام الخطيب البغدادي.
8- “الخلاصة في أحاديث الأحكام”، وصَل فيه إلى الزكاة.
9- “شرح سنن أبي داود”، وصَل فيه إلى الوضوء.
10- “التلخيص شرح صحيح الإمام البخاري”، وصَل فيه إلى العلم.
11- “الإملاء على حديث إنما الأعمال بالنيات”.
ثانيا: في الفقه: منها ما يلي:
1 – “روضة الطالبين”، وهو اختصار “الشرح الكبير”؛ للإمام الرافعي في الفقه الشافعي.
2 – “منهاج الطالبين”، وهو اختصار “للمُحَرَّر”؛ للإمام الرافعي مع الزيادة عليه بفرائد حسان.
3 – “الإيضاح في المناسك”.
4 – “المجموع شرح المهذب للإمام الشِّيرازي”، وصَل فيه إلى الربا.
5 – فتاوى الإمام النَّوَوِيِّ المعروفة بـ”المنثورات” من جمع تلميذه الإمام ابن العطار، وهي دليلٌ على مرتبة الاجتِهاد المُطلَق التي وصَل إليها الإمام النَّوَوِيُّ؛ حيث إنَّه كان يُفتِي فيها بما ترجَّح له دليلُه.
6 – جزءٌ لطيف في الترخيص في الإكرام بالقِيَام، واسمه: “الترخيص بالقِيَام لِذَوِي الفضل والمزيَّة من أهل الإسلام”.
وفاته:توفي رحمه الله في الثلث الأخير من من ليلة الرابع والعشرين من رجب سنة 676 هـ في بلدة “نوى” ودُفن بها، وكان لوفاته وقع أليم على دمشق وأهلها، ورثاه جماعة بأكثر من ستمائة بيت. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.
ثانيا التعريف بالكتاب:يُعد كتاب منهاج الطالبين وعمدة المفتين من أجل كتب الشافعية نفعا على صغير حجمه ووجازة لفظه، وقد أثنى العلماء عليه جيلا بعد جيل.
وهو اختصار لكتاب المحرر الذي ألفه الإمام عبد الكريم الرافعي ت 923، إلا أن منهاج الطالبين وعمدة المفتين قد ضمنه الإمام النووي التنبيه على قيود بعض المسائل هي في الأصل محذوفات ، ومنها مواضع يسيرة ذكرها في المحرر، على خلاف المختار في المذهب.
كذلك قام بإبدال ما كان غريبا أو موهما من ألفاظه باوضح وأخصر العبارات.
وبين فيه القولين والوجهين والطريقتين والنص ومراتب الخلاف في جميع الحالات، وضم إليه مسائل نفيسة ينبغي ألا يخلى الكتاب منها. قال في أولها: قلت، وفي آخرها: الله أعلم.
وكان هذا الكتاب أكثر تحريرا للرأي المعتمد في المذهب الشافعي[8].
بل يكاد يعرف في كتب الشافعية كتابا حظي بالعناية الفائقة من العلماء كما حظي بها كتاب منهاج الطالبين وعمدة المفتين، فقد أكثر العلماء العناية به: شرحا، وتعليقا، واختصارا، وتنكيتا، ونظما.
وقد أحصى الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد الكتب التي اعتنت بهذا الكتاب فبلغت أكثر من مائة كتاب[9].
منها على سبيل المثال:
1.     الديباج في شرح المنهاج للزركشي ت 794 هـ.
2.     تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج لابن الملقن ت804 هـ.
3.     المنهج الوهاج في شرح المنهاج لابن جماعة ت819 هـ.
4.     كفاية المحتاج إلى شرح المنهاج لابن قاضي شهبة ت851 هـ.
5.     تحفة المحتاج في شرح المنهاج لابن حجر الهيثمي ت974 هـ.
6.     مغني المحتاج إلى معرفة معاني المنهاج للشربيني ت 977 هـ.
7.     نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج للرملي 1004هـ.
المراجع


(1)     المنهل العذب الرَّوِيّ في ترجمة قطب الأولياء النوويّ ؛ للحافظ السَّخاوِي، ص 3.
[2]   وابن المبارك – رحمه الله – يقول: مَن أقام ببلدٍ أربع سنين نُسِب إليها؛ نفس المرجع السابق.
[3]   كما “قال اللَّخْمِيُّ: وصحَّ عنه أنَّه قال: لا أجعل في حلٍّ مَن لقَّبني محيي الدين”؛ نفس المرجع السابق.
[4]   الطبقات للإسنوي 3/476.
[5]   البداية والنهاية 13/378
[6]   ناحية من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ لخادم شيخ الإسلام إبراهيم بن أحمد الفياني، ص 16، وهي موجودة في “الكواكب الدراري”؛ للإمام ابن عروة الحنبلي، ج 41.
[7]   نفس المرجع السابق، وشرف الدين هو شقيق شيخ الإسلام ابن تيميَّة
[8]   ينظر: مقدمة الإمام النووي لكتابه منهاج الطالبين وعمدة المفتين، تحقيق د. أحمد بن عبد العزيز الحداد، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى، عام 1426هــ، 1/75-77.
[9]   المرجع السابق 1/14-28.
المصدر