رد الشيخ مصطفى عبد النبي على ماهر أمير التيمي
بسم الله 1- عُرفت بتدريس المنطق وغيره من العلوم العقلية قبل أن اُعرَف بالفقه، وبعض ذلك مسجلٌ، كشرح الملوي وشرح الخبيصي، وتصديقات الشمسية؛ فالقول بأني لا أضبط المسائل الأولية في المعقول ومذهب الأشعري.. بهتان، ووكونه يخرج ممن يدعي احترامي ومحبتي.. لا أجد له توصيفًا مناسبًا. 2- قوله: وبعيدًا عن دعوى التناقض لجهل أخينا بأن هذا قول الأشعري … إلخ أقول: لو فهم ما ينقله ويقرؤه في كتب الأشاعرة.. لما قال مثل ذلك؛ فإن الأشاعرة قائلون بوقوع الاشتراك المعنوي ولا ينفونه، لكنه في اللوازم والآثار، لا في الذاتيات، ولا يلزم من اتحاد اللوازم الخارجة عن الماهية.. اتحاد الماهية أو تشابهها. وتأمل قول المواقف وشرحه: (احتجوا على كون الذات مشتركة) بين الواجب وغيره (بما مر في) اشتراك (الوجود من الوجوه… إلى أن قال: والجواب: أن المشترك مفهوم الذات) أعني ما يصح أن يعلم ويخبر عنه، أو ما يقوم بنفسه (وأنه) أي: مفهوم الذات على وجهين (أمر عارض للذوات المخصوصة) المتخالفة الحقائق؛ فمآل قولهم : إلى أن الأشياء المتساوية في تمام الماهية مع اختلافهما في اللوازم ، وهو غير معقول، ومآل قولنا: إلى عكس ذلك – يعني التساوي في اللوازم مع اختلاف الماهية – وهو ممكن (وهذا الغلط منشؤه: عدم الفرق بين مفهوم الموضوع الذي يسمى عنوان الموضوع، وبين ما صدق عليه) هذا (المفهوم) أعني (الذي يسمى ذات الموضوع)، وقد ثبت في غير هذا الفن أن العنوان قد يكون حقيقة الذات، وقد يكون جزؤها، وقد يكون عارضًا لها؛ فمن أين يثبت التماثل والاتحاد في الحقيقة بمجرد اشتراك العنوان. اهـ وهذا صريحٌ فيما قررته قبل ذلك، وهذا المعنى تردد في كتب الأشعرية كشروح الطوالع والمقاصد وغيرها. 3- لما أراد دفع التناقض عن نفسه اتهمني ببتر كلامه، وذكر هو كلامه الكامل؛ فقال: ( وليس شيء مما سبق يوجد في الخارج أو فيه تماثل أو تواطؤ أو تشاركٌ خارجي، بل يصرح شيخ الإسلام أن المسمى المشترك لا وجود له في الخارج ولا علاقة له بالحقائق الخارجية) قلتُ: 1- هذا إقرار بتناقضه إذا ثبتت دعواي 2- قوله: (وليس شيء مما سبق يوجد في الخارج أو فيه تماثل أو تواطؤ أو تشاركٌ خارجي) هذا هو عين التناقض؛ فأنت تتدعي الاشتراك المعنوي في الذهن، ثم تصرح بنفي الاشتراك الخارجي بين الجزئيات التي انتزع منها الحكم بكونها مشتركة؛ فكيف تحكم بأن بينها اشتراكًا في الذهن، ثم تنفي ذلك في الخارج، من أين عرفت وقوع ذلك الاشتراك ما دام أنه لا اتشارك خارجي بينها؟!. 4- ثم أوضح كلامه السابق؛ فقال: (فالبداية وما عنه الكلام يبينان مرادي، وهو أن المشترك الذهني لا وجود له في الخارج، إذ ليس في الخارج إلا الجزئيات، وأن لا اشتراك ألبتة إلا في الذهن، وأن لا علاقة لهذا الاشتراك بالحقائق الخارجية) وأقول: لم يدع واحدٌ منا وجود المشترك الذهني مستقلًا في الخارج؛ فنفيه تحصيل حاصل، وإنما دعوانا: وجود ذلك المشترك في ضمن الأفراد مع ما به الامتياز يعني: مفهوم الإنسان لا وجود له في الخارج مستقلًا، وإنما الموجود تلك الأفراد التي صدق عليها هذا المفهوم واشتركت فيه حقائقها، ثم تميز كل فرد منها بمشخصاته. فقولك: لا علاقة لهذا الاشتراك بالحقائق الخارجية.. تناقض أيضًا، بل باشتراك الحقائق الخارجية في معنى ما..حكمتَ بأن بينها اشتراكًا معنويًا. 5- جيدٌ أنك اعترفت بفضلي عليك وعلى غيرك في الفقه (كتر خيرك) وفي هذا إقرار أني أستطيع أن أورد عليك مسائل في الاستنجاء تتحير فيها؛ فأُعلمك حينها كيف تغسل المحل. وأخيرًا لا تستطل عليَّ بالصبي بتاعك الذي تسميه عبد العزيز؛ فكلاكما أخطأتما، ولا مانع عندي من الاستفادة من الشياطين والكافرين – كسيدنا أبي هريرة – فضلًا عن إخواننا المسلمين.
— Read on m.facebook.com/100022795909563/posts/658469681589556/