لِلإِمَامِ الحَافِظ شيخ الْإِسْلَام
أبي الفضل ابن إمام مدرسة ابن النحاس
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ للهِ الْبَرِّ الجَوَادِ، الَّذِي جَلَّتْ نِعَمُهُ عَنِ الْإِحْصَاءِ بِالْأَعْدَادِ، المَانِّ بِاللُّطْفِ وَالْإِرْشَادِ، الهَادِي إِلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ، المُوَفِّقِ لِلتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ مَنْ لَطَفَ بِهِ وَاخْتَارَهُ مِنَ الْعِبَادِ. أَحْمَدُهُ أَبْلَغَ حَمْدٍ وَأَكْمَلَهُ، وَأَزْكَاهُ وَأَشْمَلَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْوَاحِدُ الْغَفَّارُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ المُصْطَفَى المُخْتَارُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَزَادَهُ فَضْلًا وَشَرَفًا لَدَيْهِ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الِاشْتِغَالَ بِالْعِلْمِ مِنْ أَفْضَلِ الطَّاعَاتِ، وَأَوْلَى مَا أُنْفِقَتْ فِيهِ نَفَائِسُ الْأَوْقَاتِ، وَقَدْ أَكْثَرَ أَصْحَابُنَا فِيهِ مِنَ التَّصْنِيفِ مِنَ المَبْسُوطَاتِ وَالمُخْتَصَرَاتِ، وَأَتْقَنُ مُخْتَصَرٍ: المِنْهَاجُ لِلشَّيخِ أَبِي زَكَرِيَّا النَوَوي مُخْتَصَرِ المُحَرَّرُ لِلْإِمَامِ أَبِي الْقَاسِمِ الرَّافِعِيِّ ثم تصحيحه مغني الراغبين لشيخنا العلامة نجم الدين ابن قاضي عجلون -رحمهم الله رب الأرض والسموات- وَهُما كَثِيرا الْفَوَائِدِ، عُمْدَتان فِي تَحْقِيقِ المَذْهَبِ، مُعْتَمَدان لِلْمُفْتِي وَغَيرِهِ مِنْ أُولِي الرَّغَبَاتِ. فَرَأَيْتُ جمعهما في مؤلف مع مراعاة عبارة المنهاج حسب اإمكان وتمييز ما زدته من التصحيح وغيره بالحمر في محله ليحصل تحريره مَعَ مَا أَضُمُّهُ إِلَيْهِ -إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى- مِنَ النَّفَائِسِ المُسْتَجَادَاتِ: مِنْهَا: التَّنْبِيهُ عَلَى قُيُودٍ فِي بَعْضِ المَسَائِلِ هِيَ مِنَ الْأَصْلِ مَحْذُوفَاتٌ. وَمِنْهَا: تغيير مَوَاضِعُ يَسِيرَةٌ ذُكِرَتْ فِيهِ عَلَى خِلَافِ المُخْتَارِ فِي المَذْهَبِ بما هو المرجح فيه، كَمَا سَتَرَاهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَاضِحَاتٍ.